فئة ال 50 دينار ... معضلة التزوير
فئة ال 50 دينار ... معضلة التزوير
السلام عليكم ورحمة الله وباركته
العملة النقدية الأكثر ضبابية في تاريخ الاقتصاد الليبي حتى الان ، فئة 50 دينار، شهدت هذه الفئة سحب من التداول بعد سقوط النظام السابق سنة 2011 و وقف طبعها واصداراها بسبب احتوائها على صورة للعقيد معمر القذافي.
تخبط سياسي واقتصادي كبير جعل من ازمة العملة المزورة فئة 50 معضلة حقيقية تواجه جميع الليبيين على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي وعلى المستقبل المنتظر للاقتصاد الليبي.
شبهات تزوير و فساد ، تلاحق هذه الفئة النقدية منذ سنة 2022.
من أين بدأت القصة ؟!!!
عام 2014 شهد ظهور عملتين لنفس الفئة بسبب الطبع لدى جهتين مختلفتين ، يعتمد مصرف ليبيا المركزي الرئيسي في العاصمة طرابلس على شركة بريطانية معروفة في العالم بطباعة العملات الورقية ، بينما فرع المصرف في مدينة بنغازي تعامل مع شركة روسيا لطباعة بعض الفئات النقدية منها فئة 50 دينار الحالية والتي عليها امضاء نائب المحافظ السابق علي الحبري.
يوم الاحد 18 فبراير2024 ، أعلن محافظ مصرف ليبيا المركزي السابق الصديق الكبير عن وجود عملة مزورة من فئة 50 دينار.
الصادم في الموضوع أن هذه العملة تتداول في الأسواق منذ عام 2023 مع علم المصرف بهذه العملة الورقية المزورة، و لكن اختار الصمت والتكتم على الموضوع لمدة عام كامل.
لكن ترجيحاتي تقول ان بداية العملة المزورة عن فئة 50 دينار كانت عام 2022 مع اشتداد الازمة الليبية والانقسام المؤسساتي الحاد بين الشرق الليبي والغرب الليبي عقب الهجوم العسكري العنيف من قبل ما يسمى بالجيش الليبي بقيادة العسكري المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية الذي خلف دمار كبير وعدد من القتلى من الطرفين سنة 2019.
قرارات سحب العملة الورقية فئة 50 دينار
شهدت ليبيا ثلاثة قرارات سابقة بسحب فئة 50 دينار من التداول ، تفشل جميعها ، بسبب الصراع بين إدارات المصرف المركز الرئيسي في العاصمة طرابلس وفرعه في مدينة بنغازي.
تنتهي تلك القرارات بتمديد وقت سحب العملة من التداول، و تبقى العملة المزورة متداولة وتستمر داخل السوق الليبية.
لكن مؤخرا اعلن مصرف ليبيا المركز الرئيسي داخل العاصمة الليبية طرابلس عن موعد نهائي لسحب ومنع تداول العملة الورقية فئة 50 دينار ، وحدد ان 30 من ابريل القادم هو اخر موعد لسحب هذه الفئة مع إيقاف تداولها تماما في الأسواق المحلية.
فئة مجهولة المصدر
الى هذه الساعة لم يتم تحديد الجهة التي تقف وراء عملية التزوير الواسعة التي حدثة في فئة ال 50 دينار.
تكتفي الجهات المسؤولة بعبارة عملة نقدية مجهولة المصدر.
لكن العديد من الترجيحات والمصادر المحلية تتهم خليفة حفتر وحكومته في الشرق الليبي بتزوير هذه الفئة تحديدا ، لسد العجز الذي كان يعانيه ماديا لتغطيات نفقات جيشه المزعوم بعد هزيمة ساحقة منية بيها على تخوم العاصمة الليبية طرابلس سنة 2019.
لم يفتح أي تحقيق او حتى محاولة توجيه اتهام معين لجماعة او فئة ما من قبل أي جهة مسؤولة في العاصمة الليبية طرابلس ، بل يوجد نوع من التكتم و السرية على الموضوع لحد كبير ، وكأن معضلة هذه العملة المزورة تتداخل فيها اطراف كثيرة منها موجودة في طرابلس ، و تتواطأ بشكل ما ، مع الجهة التي تقف وراء التزوير.
تعليقات